الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما


نسبه رضي الله عنها


هو الحسن بن ع1ي بن أبي طالب الهاشمي القرشي أبوه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأمه السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيدة نساء العالمين وهو أكبر أولادها فهو أكبر من الحسين رضي الله عنه بسنة كنيته أبو محمد وهو سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته من الدنيا وأحد سيدي شباب أهل الجنة.
مولده رضي الله عنه


ولد في المدينة المنورة في شهر رمضان سنة (3ه) على أصح الروايات وسماه أبوه ((حرب)) ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير اسمه إلى الحسن وعق عنه يوم سابعه وحلق شعره وأمر أن يتصدق بوزن شعره فضة.
نشأ الحسن رضي الله عنه في بيت النبوة متعلقا بجده رسول الله وكان أشبه خلق الله به عليه السلام وخاصة في وجهه ونصف جسمه الأعلى وكان رسول الله عليه السلام يحبه حبا شديدا ويلاعبه ويداعبه ويترك له ظهره الشريف ليرتقيه إذا كان ساجدا ويطيل السجود من أجله وربما أصعده معه على المنبر وكان يقول عنه: (( إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين )) وكان يدعو له ويقول: (( اللهم أحبه فإني أحبه )).

فضله رضي الله عنه



وقد جاء في فضله وفضل أخيه الحسين أحاديث كثيرة منها ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه الحسن والحسين هذا على عاتقه وهذا على عاتقه وهو يلثم هذا مرة وهذا مرة حتى انتهى إلينا فقال: من أحبهما فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني.
ورآه رسول الله صلى اله عليه وسلم مرة يضع تمرة من تمر الصدقة في فمه فنزعها وقال: إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة وفيه وفي بقية أهله نزلت الآية الكريمة: (( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )) [ الأحزاب / 33 ].

ومن فضائل الحسن في الصحيح قول النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏‏الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما‏‏

وروى أنه قال عن الحسن‏:‏ ‏‏إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين من المسلمين‏

‏ وروي أنه مر بالحسن والحسين وهما يلعبان فطأطأ لهما عنقه وحملهما وقال‏:‏ ‏‏نعم المطية مطيتهما ونعم الراكبان هما
و نشأته رضي الله عنه


ومات رسول الله صلى الله عليه وسلم والحسن غلام دون الثامنة ثم توفيت والدته السيدة فاطمة الزهراء بعد ستة شهور من وفاة الرسول عليه السلام فكان لهذين الحدثين أثر كبير في تكوين شخصيته إذ كان بعد ذلك أكثر التصاقا بوالده .

وقد شهد الحسن رضي الله عنه خلافة أبي بكر وعمر وعثمان قبل خلافة أبيه وأدرك كبار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتأدب بآدابهم وشهد عددا من الأحداث الكبيرة أولها الفتنة التي ثارت على الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه وكان على بابه يدافع عنه حتى تخضب وجهه بالدماء وشهد مبايعة والده الإمام علي بالخلافة وما تبعها من الأحداث مثل وقعة الجمل وموقعة صفين وكان الحسن غير راض عنها
عام الجماعة

ولما استشهد والده رضي الله عنه بايعه أهل العراق وخراسان سنة 40ه بالخلافة واستمرت خلافته نحو ثمانية أشهر و يقال ستة أشهر وكان أول من بايع الحسن قيس ابن سعد بن عبادة الأنصاري فقال‏:‏ أبسط يدك على كتاب الله وسنة رسوله وقتال المخالفين فقال الحسن‏:‏ على كتاب الله وسنة رسوله فإنهما ثابتان وبايعه الناس وكادت الحرب أن تقع بينه وبين معاوية بن أبي سفيان لولا حنكته وبعد نظره

فقد أشار عليه أهل العراق وخراسان بالسير إلى الشام لمحاربة معاوية فأطاعهم وزحف بمن معه. ولما بلغ معاوية قصده بجيش, وتقارب الجيشان في موضع يقال له (مسكن) بناحية الأنبار فهال الحسن أن يقتتل المسلمون
فقبل بعد مفاوضات ومراسلات التنازل عن الخلافة لمعاوية لتكون الخلافة واحدة في المسلمين جميعا ولإنهاء الفتنة وإراقة الدماء وقيل كان تسليم حسن الأمر إلى معاوية في ربيع الأول سنة إحدى وأربعين وقيل في ربيع الآخر وقيل في جمادى الأولى وعلى هذا فتكون خلافته على القول الأول خمسة أشهر ونحو نصف شهر وعلى الثاني ستة أشهر وكسرا وعلى الثالث سبعة أشهر وكسرا‏.‏

وسمي هذا العام (( عام الجماعة )) لأنه وحد بين المسلمين فتحققت نبوة جده صلى الله عليه وسلم عندما قال عنه: ((‏:‏ ‏‏إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين من المسلمين)) وكان الحسن يقول: (( ما أحببت أن لي أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم على أن يراق في ذلك محجمة دم )).

و قد روى سفينة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم يعود ملكا عضوضا ‏وكان آخر الثلاثين يوم خلع الحسن نفسه من الخلافة


صفاته رضي الله عنه

كان الحسن رضي الله عنه تقيا ورعا وشجاعا صبورا أدى به ورعه وفضله إلى ترك الملك والدنيا رغبة فيما عند الله بنات وكان رضي الله عنه يشبه جده رسول الله صلى الله عليه وسلم من رأسه إلى سرته
و كان عاقلا حكيما, محبا للخير فصيحا, من أحسن الناس منطقا وبديهة
كما كان جوادا ممدحا قاسم الله ماله ثلاث مرات أي تصدق بنصف ماله وخرج من ماله كله مرتين وكان يكثر زيارة بيت الله العتيق ويروى أنه حج خمسا وعشرين حجة ماشيا وإن الأبل لتقاد معه وكان يقول إني لأستحي من ربي أن ألقاه ولم أمش إلى بيته.

له ذكر في كتب الحديث فقد روى عن جده رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن أبيه وأخيه الحسين رضي الله عنهما وروى عنه خلق كثير وقد علمه الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقول في دعاء القنوات: ((اللهم اهدني فيمن هديت … إلى آخر الدعاء))
وفاته رضي الله عنه

عاش الحسن بقية حياته في المدينة المنورة التي ولد فيها وأحبها وتوفي رحمه الله سنة 49ه وفي رواية سنة 50ه وله من العمر 47 سنة ويقال 53 سنة ويروى أنه مات مسموما ذكر السيوطي والأصفهاني أن الحسن توفي بالمدينة مسموما, سمته زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس ولما كان الحسن يحتضر جهد أخوه الحسين أن يخبره بمن سقاه السم فلم يخبره وقال: الله أشد نقمة إن كان الذي أظن, وإلا فلا يقتل بي بريء.
وكان قد أوصى أن يدفن مع جده عليه السلام في حجرة السيدة عائشة وإن خيف أن يكون قتال. فليدفن في مقبرة البقيع وهكذا كان فدفن في بقيع الغرقد بجوار أمه السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها وصلى عليه سعيد بن العاص أمير المدينة آنئذ وشهد جنازته جمع غفير من المسلمين رحمه الله ورضي الله عنه.

اللهم صلى و سلم و بارك على سيدنا محمد و على آل سيدنا محمد و أجمعنا بهم يا الله فى الفردوس الاعلي

الحسين بن علي بن أبي طالب رضيالله عنهما

نسبه رضي الله عنها

هو الإمام الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه و سلم ولد في بيتالنبوة. أمه هي الزهراء فاطمة واحدة النساء الأربع الكاملات و هو ابن الإمام علي بنأبي طالب كرم الله وجهه وهو أخو الإمام الحسن رضي الله تعإلى عنه و أرضاه
فضلهرضي الله عنه :

يقول الإمام أحمد في مسنده و البخاري في الأدب المنفرد والترمذي و ابن ماجة و الحاكم في المستدرك قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : حسين مني و أنا من حسين أحب الله من أحب حسينا: الحسن والحسين سبطان من الأسباط

كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أحشر أنا و الأنبياء في صعيدواحد فينادى : معاشر الأنبياء تفاخروا بالأولاد فأفتخر بولدي الحسن و الحسين
فضله رضي الله عنه :


مرّ الحسين -رضيالله عنه- يوما بمساكين يأكلون في الصّفّة فقالوا اضغط هنا لتكبير الصوره الغداء ). فنزل وقال اضغط هنا لتكبير الصوره إن الله لا يحب المتكبرين ).فتغدى ثم قال لهم اضغط هنا لتكبير الصوره قد أجبتكم فأجيبوني ). قالوا اضغط هنا لتكبير الصوره نعم ).فمضى بهم إلى منزله فقال لرّباب اضغط هنا لتكبير الصوره أخرجي ما كنت تدخرين ).
حب خير الخلق صلى الله عليه و سلم له :


رويأن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج يوما من بيت عائشة فمر على بيت فاطمةالزهراء فسمع حسينا يبكي فقال : ألم تعلمي أن بكاءه يؤذيني ؟

و روي أنرسول الله صلى الله عليه و سلم قام يخطب في الناس فجاء الحسن و الحسين رضي اللهعنهما و عليهما قميصان أحمران يمشيان و يعثران فنزل النبي صلى الله عليه و سلم منفوق المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه ثم قال : صدق الله (إنما أموالكم و أولادكمفتنة) نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان و يعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي و رفعتهما

وروي ان الرسول صلى الله عليه و سلم كان يضم الحسن و الحسين و يأخذهما إلىقلبه و يمسك دمعه و قلبه الشريف يدق ألما للمصير الذي أحس انهما سيلقياه دفاعا عندين الله.
مولده رضي الله عنه :

ولدالإمام الحسين رضي الله عنه في الخامس من شعبان في السنة الرابعة للهجرة في المدينةالمنورة.
روي ان الحسين عندما ولد سر به جده صلى الله عليه و سلم سرورا عظيماو ذهب إلى بيت الزهراء رضي الله عنها و حمل الطفل ثم قال : ماذا سميتم ابني ؟ قالوا : حربا فسماه الرسول صلى الله عليه و سلم حسينا
حياته رضي الله عنه في بيت النبوة :

أدرك الإمام الحسين رضي الله عنه ست سنوات و سبعة أشهر و سبعةأيام من عصر النبوة حيث كان فيها موضع الحب و الحنان من الرحمة المهداة صلى اللهعليه و سلم فكان النبي صلى الله عليه و سلم كثيرا ما يداعبه و يضمه و يقبله.
وكان صلى الله عليه و سلم يلقاه في الطرقات مع بعض لداته فيتقدم الرسول صلىالله عليه و سلم أمام القوم و يبسط للغلام يديه و الغلام يفر هنا و هاهنا و الرسولصلى الله عليه و سلم يمازحه و يضاحكه ثم يأخذه فيضع إحدى يديه تحت قفاه و الأخرىتحت ذقنه و يقبله و هو يقول صلى الله عليه و سلم : حسين مني و أنا من حسين
وكان الرسول صلى الله عليه و سلم يدخل في صلاته حتى إذا سجد جاء الحسين فركب ظهره وكان صلى الله عليه و سلم يطيل السجدة فيسأله بعض أصحابه انك يا رسول الله سجدت سجدةبين ظهراني صلاتك أطلتها حتى ظننا انه قد حدث أمر او انه يوحى إليك فيقول النبي صلىالله عليه و سلم : (كل ذلك لم يكن و لكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضيحاجته)
حياته و جهاده رضي الله عنه بعد وفاة النبي صلى الله عليه و سلم :

كان الإمام الحسين مازال صغيرا عندما توفيرسول الله صلى الله عليه و سلم ثم ماتت أمه الزهراء رضي الله عنها و ارضاها.

عندما بويع ذو النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه بالخلافة كان الإمامالحسين قد تجاوز العشرين من عمره. و قد كان رضي الله عنه عابدا, زاهدا, عالما, شجاعا و حكيما و سخيا

كان الإمام الحسين رضي الله عنه في طليعة الجيشالذي سار لفتح طبرستان بقيادة سعد بن أبى وقاص و قاتل رضي الله عنه في موقعة الجملو موقعة صفين و قاتل الخوارج و تنقل مع جيوش المسلمين لفتح افريقيا و غزو جرجان وقسطنطينية و يؤكد المؤرخون أن الإمام الحسين زار مصر في عهد عمر بن الخطاب رضي اللهعنه مع جيش الفتح الإسلامي
استشهاده رضي الله عنه

رفض خلافة يزيد بن معاوية :

وضع الإمام الحسين نصبعينيه نصيحة أبيه علي بن أبي طالب رضي الله عنه عندما أوصاه و الإمام الحسن قبلوفاته قائلا : (أوصيكما بتقوى الله و لا تطلبا الدنيا و إن طلبتكما و لا تأسفا علىشئ منها زوي عنكما افعلا الخير و كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا)

توفيمعاوية نصف رجب سنة ستين وبايع الناس يزيد فكتب يزيد للوليد ابن عتبة مع عبدالله بن عمرو بن أويس العامري وهو على المدينة اضغط هنا لتكبير الصوره أن ادع الناس فبايعهم وابدأبوجوه قريش وليكن أول من تبدأ به الحسين بن عليّ فإن أمير المؤمنين رحمهالله عهد إليّ في أمره للرفق به واستصلاحه ).

فبعث الوليد من ساعته نصفالليل إلى الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير فأخبرهما بوفاة معاوية ودعاهماإلى البيعة ليزيد فقالا اضغط هنا لتكبير الصوره نصبح وننظر ما يصنع الناس ).

و لكن الإمامالحسين لم يقبل أن تتحول الخلافة الإسلامية إلى ارث و أبى أن يكون على رأس الإسلامفتى فاسق ظالم كيزيد ابن معاوية فرفض أن يبايعه و لم يعترف به.

و قد التقىالوليد بالحسين رضي الله عنه و طلب منه البيعة ليزيد فرفض الحسين بينما ذهب عبد الهبن الزبير إلى مكة لاجئا إلي بيت الله الحرام و بايع هناك عبد الله بن عمر رضيالله عنه

و في المدينة بعد أن رفض الحسين رضي الله عنه مبايعة يزيد ذهبمروان ابن الحكم شيخ الامويين إلى الوليد و لامه لانه أذن للحسين بالانصراف منمجلسه و لم يشدد عليه و لم يحبسه (حتى يبايع او تضرب عنقه) و هنا يقول الحسينلمروان : (أأنت تضرب عنقي ؟ ) ثم التفت إلى الوليد و قال : ( يا أمير إنا أهل بيتالنبوة و معدن الرسالة بنا فتح الله و بنا ختم و يزيد فاسق فاجر شارب خمر قاتلالنفس المحرمة معلن بالفسوق و الفجور و مثلي لا يبايع مثله).
الخروج إلى مكة و العزم على الذهاب إلى الكوفة :


و خرج الإمام الحسين رضي الله عنه إلى مكة و عرف الناس موقفهو رفضه بيعة يزيد و هنا تتقاطر عليه الرسل من المسلمين عامة و أهل الكوفة خاصةيبايعون الحسين بالخلافة و شدد أهل الكوفة على الإمام الحسين رضي الله عنه أن يأتيإليهم و يعدوه أن يناصره و يقاتلوا معه.

و هنا اعتزم الإمام الحسين رضيالله عنه أن يخرج إلى الكوفة بعد أن مكث في مكة المكرمة أربعة اشهر.

واستشار الإمام الحسين رضي الله عنه أصحابه فحاولوا أن يثنوه عن عزمه وقولله ابن الزبير رضي الله عنهما ( لو أقمت بالحجاز ثم أردت هذا الأمر –يعني الخلافة- هنا لما خالفناك و إنما ساعدناك و بايعناك و نصحناك )
فاجاب حفيد رسول اللهقائلا : (إن أبى حدثني أن لها –أي مكة المكرمة- كبشا تستحل به حرمتها فما أحب أنأكون هذا الكبش)

و قبل أن يخرج رضي الله عنه إلى الكوفة أرسل ابن عمه مسلمابن عقيل ليمهد له و يتحاور مع أهل الكوفة و يرى إن كانوا جادين في نصرته رضي اللهعنه فأرسل إليه ابن عقيل يدعوه إلى المجيء إلى الكوفة فصمم الإمام على المسير إلىالكوفة
الأحوال في الكوفة :


علم جواسيس يزيد بأمرمسلم ابن عقيل فيغير والي الكوفة النعمان بن بشير ليأتي بدلا منه عبد الله بن زيادوتضم البصرة إليه و قد كان عبد الله بن زياد من أم مجوسية تدعى مرجانة و كان ألكناللسان و هو من أعوان يزيد الدين قال عنهم العقاد في كتابه (أبو الشهداء الحسين بنعلي): جلادين و كلاب طراد في صيد كبير

و قد استخدم عبد الله بن زياد في أهلالكوفة صنوف التعذيب و الإرهاب و القتل و الصلب حتى انفضوا عن مسلم بن عقيل و حاولمسلم تحذير الإمام الحسين رضي الله عنه و لكن أعوان ابن زياد قبضت على الرسل ولمتصل الرسالة إلى الإمام الحسين رضي الله عنه. ثم قبض على مسلم و قتل في قصر ابنزياد في التاسع من ذي الحجة عام 60 ه
و سار الإمام الحسين إلى الكوفة و معه 72او 82 من الجند فلقي ألف فارس يتقدمهم الحر بن يزيد الرياهي الذي بعث به ابن زيادبتعليمات محددة و هي أن يصاحب الإمام الحسين إلى الكوفة و لا يقتله فان أبى فليأخذطريقا لا يقدمه الكوفه و لا يرده إلى المدينة و حذر الحر الإمام الحسين من قتالابن زياد.

و انطلق الركبين و أثناء ذلك أرسل ابن زياد إلى الحر يأمره ألاينزل ركب الحسين رضي الله عنه إلا بالعراء في غير حصن و على غير ماء فأشار بعضأصحاب الحسين رضي الله عنه عليه بالقتال و لكنه رضي الله عنه رفض أن يبدأهم بقتال

و حين وصل الركب إلى كربلاء استشعر الحر بن يزيد ان المراد قتل الحسين رضيالله عنه فترك الحر الجيش و ذهب إلى الإمام الحسين رضي الله عنه قائلا : (جعلتفداك يا ابن رسول الله أنا صاحبك منعتك من الرجوع و جعجعت بك في هذا المكان و ماظننت القوم يردون عليك ما عرضته عليهم و والله لو علمت انهم ينتهون بك إلى ما أرىما ركبت مثل الذي ركبت و إني تائب إلى الله مما صنعت فهل ترى لي من توبة ؟ فقبلالحسين عذره
و قد قاتل الحر رضي الله عنه مع الإمام الحسين رضي الله عنه حتىقتل في الثاني من المحرم سنة 61 ه
استشهاد سيد شباب أهل الجنة :

وعلم الإمام الحسين أن النهاية قد قربت فطلب من جنده ان يتفرقوا عنه تحت جنح الليللكنهم أبوا إلا أن يموتوا دونه.
و اصبح الصباح واشتد العطش بالحسين رضي اللهعنه و بمن معه و حبس الماء عنهم ثلاثة أيام أو يزيد و قد رأى الإمام الحسين ابنهعبد الله يبكي من الألم و العطش و قد بح صوته من البكاء فحمله على يديه و قالللظالمين : اتقوا الله في الطفل إن لم تتقوا الله فينا فرمى رجل الطفل بسهم فنفذإلى أحشاءه و هو بين يدي والده رضي الله عنه.

وإذا أردنا التحدث عن فظائعكربلاء فحدث و لا حرج فها هو عبد الله ابن مسلم ابن عقيل يمسح جبينه فيصيبه سهميثبت يده في جبهته. و هاهو علي اصغر أبناء الحسين رضي الله عنه يقاتل ثم يعود لأبيهفيقول : يا أبت العطش
فيجيبه الحسين رضي الله عنه : اصبر يا حبيبي فإنك لا تمسيحتى يسقيك رسول الله بكأسه
فينصرف إلى القتال و بالفعل يصاب علي بن الحسين رضيالله عنهما بسهم في حلقه فيقبل و هو يشجب دما و يقول : يا ابتاه عليك السلام هذاجدي رسول الله يقرئك السلام و يقول عجل القدوم إلينا

و الكثير و الكثير منالفظائع إلى أن قتل الحسين سيد شباب أهل الجنة رضي الله عنه و قطعت رأسه الشريفة وقد وجد في جسده رضي الله عنه بعد وفاته ثلاث و ثلاثون طعنه و أربع و أربعون ضربةغير إصابات النبل و السهام و أحصاها بعضهم من ثيابه فإذا هي مائه و عشرون.

و هكذا قتل الذكور من آل بيت النبي صلى الله عليه و سلم في كربلاء و لم يبقغير الصبي زين العابدين و تقول السيدة زينب أخت الحسين رضي الله عنهما و هي تستنجدو تستجير : يا محمداه! هذا الحسين بالعراء و بناتك سبايا و ذريتك مقتلو مسفى عليهاالصبا

و هكذا –كما يقول العقاد- ليس في العالم بأسره أنجبت من الشهداء منأنجبتهم أسرة الحسين عدة و قدرة و ذكرا و حسبه انه وحده في تاريخ هذه الدنيا : الشهيد ابن الشهيد أبو الشهيد في مئات السنين.
الجزاء من جنس العمل :

عندماصعد ابن زياد المنبر ليخطب في الناس بعد كربلاء فما أن أتم جملته الأولي حتى وثبعليه شيخ ضرير هو عبد الله بن عفيف الازدي (الذي ذهبت إحدى عينيه في يوم الجمل والاخرى يوم صفين) فصاح به مستهزئا: ( يا ابن مرجانة أتقتل أبناء الأنبياء و تقومعلى المنبر مقام الصديقين ؟ إنما الكذاب أنت و أبوك و الذي ولاك) فقتل الشيخ الضريرو صلب
ثم خرج من أهل الكوفة جماعة (التوابين) و داعيتهم المختار بن أبى عبيدالثقفي و أقسموا ألا يتركوا واحدا من قتله الحسين

أما عبد الله بن زيادفقتل و حرق

و شمر بن ذي الجوشن –الذي أمر الرماة أن يرشقوا الحسين رضي اللهعنه بالنبل- القيت أحشاؤه للكلاب
و كان مجرد شبهة الاشتراك في كربلاء كافيالذبح صاحبه او سحله او حرقه او صلبه و قد بلغ انتقام جماعة التوابين حدا فاق مذابحكربلاء.

و هكذا كانت كربلاء كما قال ماريين المؤرخ الألماني نقلا عن كتابالعقاد : (إن حركة الحسين و خروجه على يزيد كانت عزمة قلب كبير عز عليه الإذعان وعز عليه النصر العجل فخرج بأهله و ذويه ذلك الخروج الذي يبلغ به النصر الآجل بعدموته و تحيي به قضية مخذولة ليس لها بغير ذلك حياة)

و قد ترددت رواياتكثيرة حول رأس الإمام الحسين رضي الله عنه فمنهم من قال انها دفنت بالبقيع عند قبرالسيدة فاطمة و منهم من قال بدمشق و منهم من قال القاهرة و ترى الدكتورة سعاد ماهرأن أقوى الآراء هو الذي يقول أن الرأس طيف به في الأمصار الإسلامية حتى وصل إلىعسقلان ثم تقدم الصالح طلائع وزير الفاطميين بمصر فدفع 30 ألف درهم و استرد الرأسالشريف و نقله إلى القاهرة و يؤيد أن الرأس بالقاهرة ابن كثير و ابن خاكان و ابنبطوطة و الكثيرون و هناك الكثير من الأدلة و البراهين على ذلك يمكن قراءتهاتفصيليا في كتاب (آل بيت الرسول صلى الله عليه و سلم في مصر للأستاذ أحمد أبو كف)

رحم الله الإمام الحسين رضي الله عنه حفيد سيد الخلق صلى الله عليه و سلم الذي ضرب لنا المثل في من يدافع عن قضية حق و يدفع حياته ثمنا لمبدأ حق رضي اللهعنه و أرضاه

أمامة بنت أبي العاص رضي الله

نسبها رضي الله عنها :
هي أمامة بنت أبي العاص بن ربيع بن عبد العزى بن عبد مناف القرشية العبشمية و أبوها هو الذي أثنى عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم و قال : حدثني فصدقني ووعدني فوفى لي

أمها زينب بنت رسول الله
صلى الله عليه و سلم و جدتها لامها أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها و ارضاها

مولدها رضي الله عنها :
ولدت رضي الله عنها في عهد جدها صلى الله عليه و سلم فتربت على مبادئ الإسلام منذ طفولتها المبكرة

وفاة أمها رضي الله عنها :
توفيت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم في السنة الثامنة من الهجرة و فارقت ابنتها و لم يعوضها سوى حب جدها رسول الله صلى الله عليه و سلم لها

حب رسول الله صلى الله عليه و سلم لها :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يحب أمامة رضي الله عنها و كأنه يرىامها الراحلة رضي الله عنها و كان يقربها و يخصها بالهدايا و من ذلك ما روته السيدة عائشة رضي الله عنها و تقول : أهدي الى رسول الله صلى الله عليه و سلم قلادة من جزع -خرز- ملمعة بالذهب و نساؤه مجتمعات في بيت كلهن و أمامة بنت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم - و هي بنت العاص بن الربيع جارية تلعب في جانب البيت بالتراب
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : كيف ترين هذه ؟
فنظرن إليها فقلن : يا رسول الله ما رأينا أحسن من هذه و لا أعجب
فقال : أرددنها إلي
فلما أخذها قال : والله لأضعنها في رقبة أحب أهل البيت إلي
قالت عائشة : فأظلمت علي الأرض بيني و بينه خشية أن يضعها في رقبة غيري منهن فأقبل حتى وضعها في رقبة أمامة بنت العاص فسري عني

وقد روت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن النجاشي رضي الله عنه أهدى النبي صلى عليه و سلم حلية فيها خاتم من ذهب فصه حبشي
فأعطاه أمامة رضي الله عنها

حمل الرسول صلى الله عليه و سلم لها في الصلاة :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يكرم أمامة و يحبها و لا يطيق فراقها حتى انه صلى ذات مرة و هو يحملها فإذا سجد وضعها و الحديث أخرجه الشيخان و رواية أبو داوود عن أبي قتادة رضي الله عنه قال : بينما نحن ننتظر رسول الله صلى الله عليه و سلم في الظهر أو العصر وقد دعاه بلال للصلاة إذ خرج علينا و أمامة بنت أبي العاص بنت ابنته على عنقه فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم في مصلاه و قمنا خلفه و هي في مكانه الذي هو فيه
قال : فكبر فكبرنا >> قال : حتى إذا اراد رسول الله صلى الله عليه و سلم أنيركع فوضعها ثم ركع و سجد حتى إذا فرغ من سجوده ثم قام أخذها فردها في مكانها فما زال رسول الله صلى الله عليه و سلم يصنع بها ذلك في كل ركعة حتى فرغ من صلاته

زواجها رضي الله عنها :
لما مات أبوها رضي الله عنه عام 12 ه أوصى بها الزبير بن العوام و كان ابن خاله فزوجها عليا بن أبي طالب بعد وفاة فاطمة رضي الله عنها التي كانت أوصت عليا بأن يتزوجها فتزوجها علي و بقيت معه إلى أن طعن رضي الله عنه

وحزنت امامة لموت علي رضي الله عنه ووصفت
أم الهيثم حزن امامة قائلة :


أمامة حين فارقت القرينا
أشاب ذؤابتي و أذل ركبي

فلما استيأست رفعت رهينا
تطيف بها لحاجتها اليه


و كان علي رضي الله عنه قد قال لأمامة لما حضرته الوفاة :
ان كان لك في الرجال حاجة فقد رضيت لك المغيرة بن نوفل عشيرا

فلما انقضت عدتها خطبها معاوية بن أبي سفيان لنفسه
فأرسلت امامة إلى المغيرة بن نوفل وهو ابن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب - : ان كان لك بنا حاجة فأقبل فتقدم المغيرة رضي الله عنه و خطبها من الحسن بن علي فتزوجها منه و أقامت امامة معه حتى توفيت رضي الله عنها و لم تلد له و لا لعلي


رضي الله عنها و أرضاها


ولها أخ من امها زينب أسمه علي ولكنه توفى وهو صغير

هذه نبذه بسيطه عن ام كلثوم

بنت علي بن ابي طالب رضي الله عنهما

نسأل الله أن ينفع بها

أم كلثوم بنت علي بن ابي طالب بن عبد المطلب الهاشمية شقيقة الحسن والحسين ولدت في حياة جدهارسول الله صلى الله عليه وسلم في حدود سنة ست من الهجره وقدسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأم كلثوم وقدرأت النبي صلى الله عليه وسلم ولم تروي عنه شيئا .

وفي البيت الذي أذهب الله عنه الرجس وطهره تطهيرا نشأت أم كلثوم ونعمت بأكرم أم في الدنيا
فأمها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدة نساءالجنه

وقد صنعت أم كلثوم على عيني والديها وكان جدها رسول الله صلى الله عليه وسلم يحوطها برعايته وحبة .
ولما بلغت ام كلثوم اشدها كانت من افصح بنات قريش وكيف لا وقد غذيت البلاغة في البيت النبوي القرشي ؟ فأكرم به من بيت .

أحب سيدنا عمر رضي الله عنه وهو أمير المؤمنين أن يصل نسبة وسببه برسول الله صلى الله عليه وسلم بزواجه من أم كلثوم ابنة علي وفاطمة رضي الله عنهما .
وانطلق عمر فأتى عليا وخطب إليه ابنته أم كلثوم وكلمه في أمرها وكانت ما تزال صبية دون البلوغ فقال علي رضي الله عنه إنما حبست بناتي على بني جعفر فقال عمر : زوجنيها يا علي فوالله ما على ظهر الأرض رجل يرصد من حسن صحابتها ما أرصد

فقال علي : قد فعلت
[ثم غدا علي على بيته وأمر ببرد فطواه وقال لأم كلثوم
: انطلقي بهذا إلى أمير المؤمنين

فقولي له : أرسلني أبي وهو يقرئك السلام
ويقول : إن رضيت البرد فأمسكه وإن سخطته فرده .

فلما أتت عمر رضي الله عنه قال :
بارك الله فيك وفي ابيك قد رضينا فرجعت أم كلثوم إلى ابيها فقالت
: ما نشر البرد ولا نظر إلا إلى فزوجها إياه .

ولآم كلثوم مواقف تشير إلى انها أفصح نساء قريش وأبينهن كلاما وأخطبهن إذا ما ألم حدث أو نزلت نازلة وكانت تفحم خصومها بالحجة والبرهان كأنماالفصاحة انقادت لها انقياد الطفل لأمه وذللت لها قطوف البيان حتى كأنها تتكلم وتختار ما تشاء من الكلام دون تكلف أو عناء ومثال ذلك خطبتها الشهيرة في أهل الكوفة لما قتل أخوها الحسين بن علي رضي الله عنهما .

رحم الله أم كلثوم ورضي الله عنهاوستظل أم كلثوم قدوة للنساء الفاضلات مدى الايام والاعوام .
وقبل أن نودع سيرتها المعطار تعالوا نذكر لها هذه الفضيلة وهي المرأة القرشية التي شهد أبوها وجدها وزوجها بدرا .
فجدها رسول الله صلى الله عليه وسلم
وزوجها عمر بن الخطاب رضي الله عنه
وابوها علي بن ابي طالب رضي الله عنه

وكلهم شهدوا بدرا وهذه منقبة لأم كلثوم لم تتوفر لامراة قرشية غيرها فرضي الله عنها وارضاها وجمعنا بها في دار كرامته ومستقر رحمته .